ماذا سيحدث لك عندما تنام في الظلام التام ؟! |
غرف النوم الحديثة مليئة بالأضواء، سواء شاشة الكمبيوتر، أو ساعة الراديو، أو أي أجهزة الكترونية تومض في ظلام الغرفة، يمكنك أن تعتبر هذا شيئاً عادي حتى تعرف أن التعرض للضوء خلال النوم يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية.
لتتفهم أسباب سوء التعرض للأضواء في الظلام، يجب أن تضع في اعتبارك تطور الإنسان، ففي العصر الحجري كان الانسان يتعرض لنوعين فقط من الإضاءة خلال اليوم، الشمس والقمر، ثم تم إضافة النيران في وقت لاحق، وكان هذا هو النظام الطبيعي الذي تعودت عليه ساعتنا البيولوجية منذ ذلك الوقت.
اليوم لدينا أضواء صناعية في غرف النوم، وهو وضع مختلف تماماً، فضوء المنازل أضعف من نور الشمس ولكن كذلك أقوى من ضوء القمر والنجوم.
لذلك الفارق بين ضوء القمر، والضوء الذي نتعرض له في المساء يؤدي إلى الكثير من المشاكل البيوكيماوية بأجسادنا، منها انتاج المزيد من الكوليسترول والميلاتونين.
النوم في الضوء يفسد كيمياء المخ :
الميلاتونين يوضح لماذا الأضواء في غرف النوم مضرة لهذه الدرجة، فالمخ يقوم بإنتاجه في المساء وبالظلام، لينظم عملية النوم والاستيقاظ، فيقلل من ضغط الدم، ومستويات الجلوكوز، ودرجة حرارة الجسم، وهي من الأشياء الهامة لتحصل على فترة نوم مريحة.
والجزء الذي يتحكم في ساعتك البيولوجية يسمى Suprachiasmatic Nucleus، وهو مجموعة من الخلايا في المهاد بالمخ، هذه الخلايا تستجيب للإضاءة والظلام، وتلك الأعصاب بعيونك التي تستشعر الضوء تنقل إشارات له لتخبره إنه وقت الاستيقاظ، وكذلك تقوم ببدء العديد من العمليات الأخرى مثل زيادة درجة حرارة الجسم، وإنتاج الكوليسترول، الذي من المفترض أن يكون في اقل احواله بالمساء، ليسمح لنا بالنوم، ويصبح أعلى اثناء النهار لينتج الطاقة لإداء المهام والوظائف المختلفة، ولكن الضوء في المساء يقطع النوم، ويحدث العديد من المشكلات في الجسد ومنها رفع مستويات الدهون، والأنسولين. اقرا عن فوائد النوم عاريا
وفي حالة أن غرفتك مظلمة في المساء، وليس هناك أي إضاءة، من المفترض أن يضخ جسمنا كمية من الميلاتونين كافية للحصول على نوم هادئ، لكن ذلك قد لا يحدث تبعاً لكمية الإضاءة التي تتعرض لها خلال اليوم.
الضوء قبل النوم :
فالكثير من الدراسات أظهرت ان التعرض للإضاءة في الغرفة قبل النوم بساعة ونصف يؤدي إلى ذات المشاكل في نسب الميلاتونين، لذلك حتى قبل النوم، الضوء في غرفتك من الممكن أن يسبب لك مشاكل، سواء الضوء من الجهاز اللوحي، او الهاتف المحمول أو الإضاءة المعتادة في الغرفة.
ومؤخراُ أثبت الباحثون ان الأضواء الخارجة من شاشة الكمبيوتر في المساء خصيصاً بالنور الأزرق تؤدي إلى اضطرابات في النوم، سواء بسبب نقص نسب الميلاتونين أو بسبب الضغط العصبي الذي يحدث نتيجة استخدام هذه الأدوات التكنولوجية قبل النوم.
أمراض تتسبب بها الإضاءة في المساء:
مؤخراً تم اثبات ان هذه الاضطرابات في الهرمونات وكيمياء المخ تؤدي إلى حدوث العديد من الأمراض، والسرطان واحد منها.
فعلى سبيل المثال، ونتيجة لدراسة استمرت عشرة سنوات وُجد أن مجموعة من السيدات تم تعريضهن للضوء خلال النوم أصبح لديهم احتمالية بنسبة 22% أكثر للإصابة بسرطان الثدي، أكثر ممن نمن في ظلام تام، وذلك بسبب اضطرابات الهرمونات نتيجة عدم انتظام انتاج الميلاتونين.
وفي دراسة أخرى قام الباحثون بأخذ عينات دم من سيدات مصابات بسرطان الثدي، فكانت النتيجة أن نسبة تضاؤل الورم كانت أكثر في السيدات اللواتي ينمن في ظلام تام.
وتلك بالطبع مشكلة كبيرة لأصحاب الوظائف التي تستدعي العمل في المساء، حيث تم اجراء دراسة على الممرضات اللواتي يعملن في المساء ليجد الباحثون إنهن معرضات أكثر للإصابة بسرطان الثدي عن زميلاتهن اللواتي يعملن في الصباح.
الإضاءة الزرقاء الخافتة في المساء والاكتئاب:
في الحقيقة لا يجب أن تكون الإضاءة ساطعة في المساء لتؤدي إلى المشاكل، فالتعرض حتى للإضاءة الخافتة في المساء قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب.
لذلك يجب أن تفكر مرتين قبل ترك الأضواء في غرفة نومك مضاءة سواء ضوء الساعة، أو الوميض الخاص بهاتفك المحمول وأضواء الشارع، وقد أظهرت أبحاث أخرى أن الضوء الأزرق خصيصاً له تأثير كبير في إحداث أعراض الاكتئاب.
مظاهر التقدم في العمر ومشاكل القلب:
الميلاتونين له كذلك وظائف مضادات الأكسدة، ولذلك له تأثير في إظهار عوامل التقدم في العمر، حيث أثبت بعض الباحثون إنهم قادرون على معالجة اثار التقدم عن طريقه، وكذلك اضطرابات الميلاتونين تؤدي إلى حدوث امراض مثل الزهايمر، وامراض القلب.
اكتساب الوزن الزائد:
الضوء في المساء يؤدي إلى اكتساب الوزن الزائد وذلك بسبب اضطراب الميلاتونين الذي يؤثر على الكوليسترول والتمثيل الغذائي، ونسب السكر في الدم.
الظلام التام وقت النوم والأطفال:
الكثير من الإباء يظنون أن الإضاءة الخافتة تساعد الأطفال على النوم أفضل، ولكن سنثبت لك ان الظلام التام هو الأفضل لنوم أولادك، وذلك يرجع إلى ساعتهم البيولوجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق